فصل: تفسير الآيات (116- 117):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآيات (116- 117):

{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)}
قوله عز وجل: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أولو طاعة.
الثاني: أولو تمييز.
الثالث: أولو حذر من الله تعالى.
{ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أُترفوا فيه وكان مجرمين} يحتمل وجهين:
أحدهما: أنهم اتبعوا على ظلمهم ما أترفوا فيه من استدامة نعمهم استدراجاً لهم.
الثاني: أنهم أخذوا بظلمهم فيما أترفوا فيه من نعمهم. والمترف: المنعّم. وقال ابن عباس: أترفوا فيه: معناه انظروا فيه.

.تفسير الآيات (118- 119):

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)}
قوله عز وجل: {ولو شاء ربُّك لجعل الناس أمّةً واحدةً} فيه وجهان:
أحدهما: على ملة الإسلام وحدها، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: أهل دين واحد، أهل ضلالة وأهل هدى، قاله الضحاك.
{ولا يزالون مختلفين إلا من رَحِمَ ربّك} فيه ستة أقاويل:
أحدها: مختلفين في الأديان إلا من رحم ربك من أهل الحق، قاله مجاهد وعطاء.
الثاني: مختلفين في الحق والباطل إلا من رحم ربك من أهل الطاعة، قاله ابن عباس.
الثالث: مختلفين في الرزق فهذا غني وهذا فقير إلا من رحم ربك من أهل القناعة. قاله الحسن.
الرابع: مختلفين بالشقاء والسعادة إلا من رحم ربك بالتوفيق.
الخامس: مختلفين في المغفرة والعذاب إلا من رحم ربك بالجنة.
السادس: أنه معنى مختلفين أي يخلف بعضهم بعضاً، فيكون من يأتي خلفاً للماضي لأن سوءاً في كل منهم خلف بعضهم بعضاً، فاقتتلوا ومنه قولهم: ما اختلف الجديدان، أي جاء هذا بعد ذاك، قاله ابن بحر.
{ولذلك خلقهم} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: للاختلاف خلقهم، قاله الحسن وعطاء.
الثاني: للرحمة خلقهم، قاله مجاهد.
الثالث: للشقاء والسعادة خلقهم، قاله ابن عباس.
الرابع: للجنة والنار خلقهم، قاله منصور بن عبد الرحمن.

.تفسير الآية رقم (120):

{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}
قوله عز وجل: {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبتُ به فؤادك} أي نقوّي به قلبك وتسكن إليه نفسك، لأنهم بُلُوا فصبروا، وجاهدوا فظفروا.
{وجاءَك في هذه الحقُّ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: في هذه السورة، قاله ابن عباس وأبو موسى.
الثاني: في هذه الدنيا، قاله الحسن وقتادة. الثالث: في هذه الأنباء، حكاه ابن عيسى.

.تفسير الآيات (121- 123):

{وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
وفي هذا {الحق} وجهان:
أحدهما: صدق القصص وصحة الأنباء وهذا تأويل من جعل المراد السورة.
الثاني: النبوة، وهذا تأويل من جعل المراد الدنيا.
{وموعظةُ} يحتمل وجهين:
أحدهما: القرآن الذي هو وعظ الله تعالى لخلقه.
الثاني: الاعتبار بأنباء من سلف من الأنبياء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم «والسعيد من وعظ بغيره».

.سورة يوسف:

.تفسير الآيات (1- 3):

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
قوله عزوجل: {الر تلك آيات الكتاب المبين} فيه ثلاثة أوجه:
أحدهما: أنها الآيات المتقدم ذكرها في السورة التي قبلها.
الثاني: الآيات التي في هذه السورة، ويكون معنى قوله تعالى: {تلك آيات الكتاب المبين} أي هذه آيات الكتاب المبين.
الثالث: أن تلك الآيات إشارة إلى ما افتتحت به السورة من الحروف وأنها علامات الكتاب العربي، قاله ابن بحر.
وفي قوله تعالى: {الكتاب المبين} ثلاثة تأويلات: أحدها: المبين حلاله وحرامه، قاله مجاهد.
الثاني: المبين هداه ورشده، قاله قتادة.
الثالث: المبين للحروف التي سقطت من ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف، قاله معاذ.
قوله عز وجل: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً} فيه وجهان:
أحدهما: إنا أنزلنا الكتاب قرآناً عربياً بلسان العرب، وهو قول الجمهور. الثاني: إنا أنزلنا خبر يوسف قرآناً، أي مجموعاً عربياً أي يعرب عن المعاني بفصيح من القصص وهو شاذ.
{لعلكم تعقلون}.
{نحن نقص عليك أحسن القصص} أي نبين لك أحسن البيان، والقاصّ الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
قوله عز وجل: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحَدَ عشر كوكباً والشمس والقمر} فيه قولان:
أحدهما: أنه رأى إخوته وأبويه ساجدين له فثنى ذكرهم، وعنى بأحد عشر كوكباً إخوته وبالشمس أباه يعقوب، وبالقمر أمه راحيل رآهم له ساجدين، فعبر عنه بما ذكره، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني: أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له فتأول الكواكب إخوته، والشمس أباه، والقمر أمه، وهو قول الأكثرين. وقال ابن جريج: الشمس أمه والقمر أبوه، لتأنيث الشمس وتذكير القمر.
وروى السدي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود يقال له بستانة فقال: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رأها يوسف أنها ساجدة له ما أسماؤها، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجب بشيء، فنزل عليه جبريل بأسمائها قال فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقال «أنت تؤمن إن أخبرتك بأسمائها» فقال نعم، فقال: «جريان، والطارق والذيال وذو الكتفين وقابس والوثّاب والعمودان والفليق والمصبح والضروح وذو الفرع والضياء والنور» فقال اليهودي: بلى والله إنها لأسماؤها.
وفي إعادة قوله {رأيتهم لي ساجدين} وجهان:
أحدهما: تأكيداً للأول لبعد ما بينهما قاله الزجاج.
الثاني: أن الأول رؤيته لهم والثاني رؤيته لسجودهم.
وفي قوله {ساجدين} وجهان:
أحدهما: أنه السجود المعهود في الصلاة إعظاماً لا عبادة.
الثاني: أنه رآهم خاضعين فجعل خضوعهم سجوداً، كقول الشاعر:
........... ** ترى الأكم فيه سُجّداً للحوافر

.تفسير الآية رقم (5):

{قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}
وقيل إنه كان له عند هذه الرؤيا سبع عشرة سنة، قال ابن عباس: رأى هذه الرؤيا ليلة الجمعة وكانت ليلة القدر، فلما قصها على يعقوب أشفق عليه من حسد إخوته فقال: يا بني هذه رؤيا الليل فلا يعول عليها، فلما خلا به {ق يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدوٌّ مبين}.
وفي تسميته بيوسف قولان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي.
الثاني: أنه عربي مشتق من الأسف، والأسف في اللغة الحزن.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
قوله عز وجل: {وكذلك يجتبيك ربك} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: بحسن الخَلق والخُلق.
الثاني: بترك الإنتقام.
الثالث: بالنبوة، قاله الحسن. {ويعلمك من تأويل الأحاديث} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: عبارة الرؤيا، قاله مجاهد.
الثاني: العلم والحكمة، قاله ابن زيد.
الثالث: عواقب الأمور، ومنه قول الشاعر:
وللأحبة أيام تذكّرُها ** وللنوى قبل يوم البيْن تأويل

{ويتم نعمته عليك} فيه وجهان:
أحدهما: باختيارك للنبوة.
الثاني: بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك، قال مقاتل.
وفيه وجه ثالث: أن أخرج إخوته إليه حتى أنعم عليهم بعد إساءتهم إليه.
{وعلى آل يعقوب} بأن جعل فيهم النبوة.
{كما أتمها على أبويك من قبل ابراهيم وإسحاق} قال عكرمة: فنعمته على إبراهيم أن أنجاه من النار، وعلى إسحاق أن أنجاه من الذبح.

.تفسير الآيات (7- 10):

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
قوله عز وجل: {لقد كان في يوسف وإخوته آياتٌ للسائلين} في هذه الآيات وجهان:
أحدهما: أنها عِبَرٌ للمعتبرين.
الثاني: زواجر للمتقين.
وفيها من يوسف وإخوته أربعة أقاويل:
أحدها: ما أظهره الله تعالى فيه من عواقب البغي عليه.
الثاني: صدق رؤياه وصحة تأويله.
الثالث: ضبط نفسه وقهر شهوته حتى سلم من المعصية وقام بحق الأمانة.
الرابع: الفرج بعد شدة الإياس. قال ابن عطاء: ما سمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها.
قوله عز وجل: {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا مِنّا} وأخوه بنيامين وهما أخوان لأب وأم، وكان يعقوب قد كلف بهما لموت أمهما وزاد في المراعاة لهما، فذلك سبب حسدهم لهما، وكان شديد الحب ليوسف، فكان الحسد له أكثر، ثم رأى الرؤيا فصار الحسد له أشد.
{ونحن عصبة} وفي العصبة أربعة أقاويل:
أحدها: أنها ستة أو سبعة، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: أنها من عشرة إلى خمسة عشر، قاله مجاهد.
الثالث: من عشرة إلى أربعين، قاله قتادة.
الرابع: الجماعة، قاله عبد الرحمن بن زيد.
{إن أبانا لفي ضلال مبين} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لفي خطأ من رأيه، قال ابن زيد.
الثاني: لفي جور من فعله، قال ابن كامل.
الثالث: لفي محبة ظاهرة، حكاه ابن جرير.
وإنما جعلوه في ضلال مبين لثلاثة أوجه:
أحدها: لأنه فضّل الصغير على الكبير.
الثاني: القليل على الكثير.
الثالث: من لا يراعي ما له على من يراعيه.
واختلف فيهم هل كانوا حينئذ بالغين؟ فذهب قوم إلى أنهم كانوا بالغين مؤمنين ولم يكونوا أنبياء بعد لأنهم قالوا {يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين} وهذه حالة لا تكون إلا من بالغ، وقال آخرون: بل كانوا غير بالغين لأنهم قالوا {أرسله معنا غداً نرتع ونلعب} وإنما استغفروه بعد البلوغ.
قوله عز وجل: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً} فيه وجهان: أحدهما: اطرحوه أرضاً لتأكله السباع.
الثاني: ليبعد عن أبيه.
{يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين} فيه وجهان:
أحدهما: أنهم أرادوا صلاح الدنيا لا صلاح الدين، قاله الحسن.
الثاني: أنهم أرادوا صلاح الدين بالتوبة، قاله السدي.
ويحتمل ثالثاً: أنهم أرادوا صلاح الأحوال بتسوية أبيهم بينهم من غير أثرة ولا تفضيل. وفي هذا دليل على أن توبة القاتل مقبولة لأن الله تعالى لم ينكر هذا القول منهم.
قوله عز وجل: {قال قائلٌ منهم لا تقتلوا يوسف} اختلف في قائل هذا منهم على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه روبيل وهو أكبر إخوة يوسف وابن خالته، قاله قتادة.
الثاني: أنه شمعون، قاله مجاهد.
الثالث: أنه يهوذا، قال السدي.
{وألقُوه في غيابة الجُبِّ} فيه وجهان:
أحدهما: يعني قعر الجب وأسفله.
الثاني: ظلمه الجب التي تغيّب عن الأبصار ما فيها، قاله الكلبي. فكان رأس الجب ضيقاً وأسفله واسعاً.
أحدهما: لأنه يغيب فيه خبره. وفي تسميته {غيابة الجب} وجهان:
الثاني: لأنه يغيب فيه أثره، قال ابن أحمر:
ألا فالبثا شهرين أو نصف ثالثٍ ** إلى ذاك ما قد غيبتني غيابيا

وفي {الجب} قولان:
أحدهما: أنه اسم بئر في بيت المقدس، قاله قتادة.
الثاني: أنه بئر غير معينة، وإنما يختص بنوع من الآبار قال الأعشى:
لئن كنت في جب ثمانين قامة ** ورقيت أسباب السماء بسلم

وفيما يسمى من الآبار جباً قولان:
أحدهما: أنه ما عظم من الآبار سواء كان فيه ماء أو لم يكن.
الثاني: أنه ما لا طيّ له من الآبار، قال الزجاج، وقال: سميت جبًّا لأنها قطعت من الأرض قطعاً ولم يحدث فيها غير القطع.
{يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين} معنى يلتقطه يأخذه، ومنه اللقطة لأنها الضالة المأخوذة.
وفي {السيارة} قولان:
أحدهما: أنهم المسافرون سُموا بذلك لأنهم يسيرون.
الثاني: أنهم مارة الطريق، قاله الضحاك.